السبت، 3 يناير 2009

المقالة الثانية - نشرت في أوان 1-3-2008

كل يغني على ليلاه ..
و انا على " ليلى و الذيب" اغني

هل بكيتم يوما في السيارة و انتم خلف المقود في يوم عمل عادي متوجهين الى الوجهة الصباحية المعتادة؟ أنا فعلت!
لم أكن غاضبة ولا مستاءة، لم يضايقني احد ولم يُأخذ منّي شيء عزيز على قلبي. دمعت عيناي لأنهم في " نغم الصباح" أذاعوا أغنية عنت لنا نحن جيل طفولة الثمانينات و ما بعدنا دنيا الروعة بما فيها و من فيها!
" مرحبا يا ام الرداء الأحمري ..
يا هلا يا بو القلب النصوحي ..
هذا الرداء الأحمر دايم اشوفج فيه ..
ابوي الله يرحمه اهوه إللي شاريه .."
نشأنا و نحن نتطلع دائما الى ما هو أفضل من الأفضل، و ما هو أجمل و أرقى من منتهى الرقي الذي عشناه على مقاعد المسرحيات و العروض عندما كنّا أطفالا. التصقت في عقولنا تلك الكلمات التي سمعناها و القيم التي خفضناها و الأغاني التي لازلنا نرددها حتى بعدما كبرنا و أصبح لدينا أطفالا من جيل متأخر قد فاتته القمة التي اعتلاها فنّنا الهادف بكل ما أوتي من إبداع. كنّا الجيل الذي قُدّمت له أعمالا قد تعب على صياغتها و بلورتها و تنفيذها جيش من المبدعين المخلصين إلى أن أصبحت مدارس علمتنا دروسا لم و لن ننساها.
قالت سعاد عبدالله في أحد تصريحاتها الصحفية : " أنا و جيلي كبرنا فنيّا صح في زمن العقول المستنيرة ".
ماذا حدث في عقول هذا الزمن ليكون قمّة إبداعها مسرحيات مسروقة و عناوين مستهلكة مسبقا في مسلسلات الأطفال الكارتونية غربية كانت ام عربية؟ ما الذي اعترى نور تلك العقول المستنيرة و لفها بظلمات سبع تاه داخلها تاريخ فنون وضعت قلبها في المسرح و ذكرياتها على صفحات الذاكرة؟ من الذي بدّل مدرسة الفن الصح بالفن الكسول الذي اقتبس كل شيء من كل مكان؟ لماذا لا يتذكرون أطفالنا أغنيات مسرحياتهم؟
أعيدوا لنا " ليلى و الذيب" لكي تجد ابنتي أغنيات مسرحية تغنيها في سيارتها و تبكي اشتياقا لطفولة جميلة!

ليست هناك تعليقات: